سقوط حر للعملات الرقمية والعرب يستثمرون في NFT
إن سوق العملات المشفرة يتسم بالكثير من التقلب والتذبذب وذلك منذ ظهور العملات المشفرة عام 2010 وإلى وقتنا الراهن. لم يكن هذا التقلب الشديد في السوق سبباً هاماً لابتعاد المستثمرين عن استثمار العملات المشفرة، ولكن الآن أصبح الوضع مختلف بعض الشيء. نناقش في هذا المقال سقوط العملات الرقمية المشفرة وأسباب هذا الانحدار الشديد، وتحول العرب المستثمرين إلى رموز NFT الغير قابلة للاستبدال.
تابع أيضا: تطبيقات أسعار العملات على أندرويد التطبيقات العملية
الفهرس
كيف يتم التلاعب بأسعار سوق العملات المشفرة؟
يُعتبر سوق العملات المشفرة من الأسواق التي تتقلب بسرعة شديدة وذلك لأن هذا التقلب يكمن في طبيعة السوق نفسه. يرتبط تحديد سعر العملة الرقمية المشفرة بمستوى العرض والطلب فقط لا غير، على عكس العملات الأخرى. حيث يرتبط المنحنى السعري للعملات الأخرى بقرارات وتحكمات البنوك المركزية التابعة لكُل بلد ولذلك لا يكون للعرض والطلب تأثير كبير على تحديد سعر العملة. بينما العملات الرقمية تتأثر تأثراً واضحاً بالعرض والطلب وذلك لأنه لا يوجد هيئة أو بنك مركزي أو دولة تستطيع التحكم في المنحنى السعري، كما لا يكون احتياطي مركزي من الذهب للعملات الرقمية مما يدل على وضع زمام تحديد المنحنى السعري في يد الطلب والعرض فقط. بناء على ما سبق ذكره، يستطيع المستثمرين التلاعب في المنحنى السعري من خلال تضخيم العرض والطلب أو العكس. إذا ما أراد المستثمرين زيادة القيمة السعرية للعملة المشفرة، يعملون على زيادة الطلب عليها من خلال تحفيز باقي الأشخاص لشراء العملة وبالتالي يرتفع سعرها. والعكس صحيح، إذا أراد المستثمرين تخفيض القيمة السعرية للمنحنى السعري، فيعمل المستثمرين على تحفيز الأشخاص لبيع أسهم العملات الرقمية وبالتالي انخفاض السعر.
يمكنك ايضا قراءة :دعوى قضائية ضد إيلون ماسك بتهمة الترويج والتلاعب بالعملات الرقمية
تحويل مسار الاستثمارات لرموز NFT
أصبح العالم اليوم يميل إلى الاستثمار بشكل عام، ولكن نظراً لحدة وشدة التقلب في الكثير من الاستثمارات الرقمية وعلى رأسهم استثمار العملات الرقمية، أصبح من الآمن الاستثمار في رموز NFT. تُعتبر استثمارات رموز NFT هي استثمارات مؤجلة رقمية ولكن أرباحها مؤكدة إذا ما أمتلك الشخص الأفكار الفنية اللازمة لجذب الكثير من الأشخاص لعرض الفن. تمنح رموز NFT حق الملكية للعناصر الفنية التي يقوم الشخص بامتلاكها وعرضها، كما يستطيع أي شخص أن يقوم ببيع وشراء رموز NFT من المنصات المخصصة لذلك. إن الاستثمار في NFT يُمكن أن يأخذ العديد من الأشكال وعلى رأسها الحصول على رموز NFT في الألعاب اون لاين حيث توجد الكثير من الألعاب المتاحة أون لاين التي تقدم فرصة لدخول منصات NFT أو الحصول على فرصة لمزاد في العناصر الفنية. على الصعيد الآخر، يُمكن أن يتم الاستثمار في NFT من خلال إنشاء عنصر فني وعرضه وبيعه أيضاً وذلك من خلال فتح حساب على منصات التشفير وإدخال المعلومات المطلوبة وإنشاء محفظة رقمية وعرض العنصر الفني.
يمكنك ايضا قراءة : دعوى قضائية ضد إيلون ماسك بتهمة الترويج والتلاعب بالعملات الرقمية
أسباب الغضب على سوق العملات المشفرة
توجد الكثير من الأسباب الكامنة والظاهرة وراء الغضب المُعلن والضمني على العملات المشفرة بشكل عام. منذ بداية ظهور العملات المشفرة وهي بشكل عام تثير الكثير من الضغينة والشكوك حولها، لاسيما من الحكومات والهيئات المركزية نظراً لتوفير العملات الرقمية لفرص حرية مالية غير مسبوقة وإمكانية التداول الحر بدون قيود أو شروط وبدون التعرف على هوية المتداول على الإطلاق وبالتالي يصعب الوصول إلى أي شخص مرتكب لأي جريمة إلكترونية بالعملات المشفرة. على الرغم من أن بعض البلاد قد قامت بتقنين العملات الرقمية المشفرة، إلا أن لازال هناك غضب كبير حول العملات الرقمية وذلك للأسباب التالية:
- سهولة التحكم في المنحنيات السعرية للعملات المشفرة، لاسيما من قبل المستثمرين أصحاب النفوذ مثل إيلون ماسك. أثار العالم الاقتصادي قضية على إيلون ماسك حيث تشير هذه القضية إلى أنه تعمد بشكل واضح أن يقوم بإسقاط العملات الرقمية المشفرة مثل البيت كوين والإيثيريوم في مقابل تضخيم القيمة السعرية للعملة الرقمية الخاصة به والتي تدعى عملة الدوجكوين. ففي سبيل أن يتم رفع سوق عملة الدوجكوين الخاصة بالمستثمر الأغنى في العالم إيلون ماسك، قام بتقليل الطلب على البيت كوين والعملات الأخرى وعمل على إسقاط هذا السوق بالكامل من خلال تحفيز المستثمرين الآخرين بسحب استثماراتهم في هذه العملات.
- إن الأحوال الاقتصادية العامة أيضاً من شأنها أن تؤثر على سوق العملات الرقمية بشكل خاص. يعاني الاقتصاد الأمريكي -وهو الاقتصاد الرائد في العالم- من تضخم غير مسبوق على مدار العشر سنوات الأخيرة. والجدير بالذكر أن البيت كوين على وجه الخصوص متاح منه 21 مليون عملة فقط وأن تكلفة تعدين العملة عالِ للغاية مما يصعب انتاج عملات أخرى ومع النظر إلى حالة التضخم، فإن البيت كوين والعملات الرقمية بشكل عام ملاذ غير آمن بالمرة.
- بينما يتمثل السبب الثالث في انسحاب الكثير من القطاعات الكُبرى والشركات المهيمنة من سوق العملات الرقمية في الآونة الأخيرة وذلك نظراً لعدم وجود غطاء احتياطي اقتصادي يحمي استثمارات هذه القطاعات والشركات في العملات الرقمية. نجد أن شركة جوجل وياهو وغيرها من الشركات الأخرى في القطاعات التكنولوجية على وجه الخصوص قد قامت بحسب استثماراتها بالكامل مما أدى إلى انخفاض القيمة السعرية للعملات المشفرة.
في ضوء الأسباب السابق ذكرها، أصبحت استثمارات العملات الرقمية غير آمنة، وبالتالي أصبح الملاذ الأكثر أماناً والملجأ الذي يلجأ إليه الأفراد والمستثمرين الآن هو رموز NFT، لاسيما بعد الإعلان عن اقتراب موعد اللقاء الأكبر مع عالم الميتافيرس.
يمكنك أيضا متابعة: الأسواق العالمية: هل هذه فقاعة جديدة أم تصحيح طبيعي؟