هل الركود الاقتصادي يمكن أن يقوي من سعر الذهب ؟
ارتفع الذهب إلى أعلى سعر له في ما يقرب من سبعة أشهر في يوم الخميس (5 يناير)، مما عزز التوقعات بأن المعدن النفيس قد يصل إلى مستوى قياسي هذا العام بعد إغلاقه عام 2022 بخسائر متواضعة.
وقد شهد المعدن الأصفر ارتفاع “بشكل كبير” بحوالي 200 دولار للأونصة من شهر نوفمبر إلى نهاية العام الماضي واستمر في هذا الاتجاه في الأيام القليلة الأولى من يناير 2023، بالنظر إلى المستقبل، سيكون الدولار الأمريكي هو المفتاح لأداء المعدن الأصفر خلال العام الجديد، هذا وقد انخفض الدولار بأكثر من 4% في نوفمبر في أسوأ أداء شهري له منذ أكثر من عقد، وأدى ذلك إلى ارتفاع كبير في سعر الذهب المقوم بالدولار.
على مدار عام 2022 أثرت القوة النسبية للدولار الأمريكي وأسعار الفائدة المرتفعة بشكل سلبي على الذهب، لكن منذ شهر نوفمبر بدأ الدولار الأمريكي في الضعف وبدأت عمليات رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في التباطؤ، مما دفع سعر الذهب مباشر إلى البدء في الارتفاع.
تابع أيضا: الأسواق العالمية: هل هذه فقاعة جديدة أم تصحيح طبيعي؟
قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي “كريستالينا جورجيفا” في مقابلة حديثة مع برنامج سي بي إس: “إن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يعاني ثلث العالم من الركود هذا العام”، لهذا سواء أكان الاقتصاد الأمريكي سيشهد هبوطًا ضعيفًا أو صعبًا هذا العام، فإن الاقتصاد العالمي سيكون أسوأ من العام الماضي، وعادة ما يرتفع الذهب خلال فترات الركود أو التضخم المرتفع أو عدم اليقين الاقتصادي، هناك الكثير من العلامات على ارتفاع أسعار الذهب هذا العام، ولن نتفاجأ إذا حقق الذهب رقماً قياسياً جديداً وكسر حاجز 2100 دولار أو أعلى.
الدولار الأمريكي هو المفتاح لأداء الذهب
بناءًا على بيانات تاريخية نجد أن الذهب يرتفع عادة في يناير، ففي الفترة من يناير عام 2014 إلى عام 2020 ارتفعت العقود الآجلة للذهب، لكنها انخفضت في عامي 2021 و 2022، وفقًا لبيانات سوق داو جونز، من المحتمل أيضًا أن يجلب هذا الشهر طلبًا قويًا على استثمارات الذهب بالنظر إلى الأشهر الـ 12 المقبلة، خاصة وأن مديرو الثروات والمدخرون من القطاع الخاص يشعروا بالقلق بشأن المخاطر المحتملة بشأن الركود الاقتصادي العالمي، لذلك يختارون شراء استثمارات آمنة لحماية أنفسهم وأموالهم، وبالنظر إلى ارتفاع الذهب في بداية العام فقد يحتاج العديد من المحللين بالفعل إلى مراجعة توقعاتهم خلال عام 2023.
بالنظر إلى المستقبل، سيكون الدولار الأمريكي هو المفتاح لأداء الذهب هذا العام نظرًا للعلاقة العكسية التي تجمع بينهما، وقد تراجع الدولار بأكثر من 4% في نوفمبر وهو أسوأ أداء شهري له منذ أكثر من عقد، في الوقت نفسه حقق الذهب أفضل أداء شهري في سنوات، وأدى ذلك إلى الضغط على أسعار الذهب بشكل ايجابي.
يُظهر التاريخ أنه عندما يكون الذهب في “اتجاه صعودي مستدام طويل الأجل”، وهو ما يُعتقد أنه موجود منذ أن وصل آخر مرة إلى 250 دولار في عام 2001، فإن السعر يميل إلى الارتفاع بشكل تدريجي ويندمج صعودًا خلال كل مرحلة من مراحل الذهب، ويرى الكثيرين أنه السيناريو الأكثر ترجيحًا لعام 2023.
في غضون ذلك، فإن مشتريات الذهب الصافية من قبل الاحتياطيات الرسمية من قبل البنوك المركزية ستظل “سمة مهمة” لسوق الذهب كما كانت منذ أكثر من عقد، بلغ صافي مشتريات البنوك المركزية ككل ما بين 10% و 15% من إجمالي الطلب العالمي سنويًا منذ عام 2011، ومع كون البنوك المركزية في الأسواق الناشئة هي أكبر المشترين، فهناك مؤشرات على أن هذه المشتريات ستستمر في المستقبل المنظور، وليس فقط حتى عام 2023.
Site webmaster, Web developer, Seo specialist. You can contact me using links below